«المؤتمر» في ذكرى صالح .. نزاعات ورثة ودعوات للمصالحة
يمنات
جميل الجعدبي
فاقمت الذكرى السنوية الأولى لمقتل الرئيس على عبدالله صالح رئيس «حزب المؤتمر»، والامين العام للحزب عارف الزوكا في أحداث ديسمبر 2017م، من حالة التشظّي والشتات المؤتمري، وما يمكن تسميته نزاعاً صامتاً وصراع أجنحة متعددة على خلافة رأس الهرم القيادي والتنظيمي في الحزب، والذي شاركت في تأسيسه مختلف التيارات الفكرية والتوجهات الثقافية اليمنية عام 1982م .
الرئيس عبدربه منصور هادي، المفترض أنّه فصل من منصبه القيادي في «المؤتمر» على خلفية استقدامه طيران وقوات «التحالف» في مارس 2015م، لم يترك فرصة مناسبة مقتل صالح لتمر من دون تسجيل حضور مفاجئ، سابق فيه الجميع بتنظيم اجتماع صباح الأحد 2 ديسمبر لما أطلق عليه «اللجنة التحضيرية للمؤتمر الشعبي العام الجنوبي»، وهو الاجتماع المنعقد في عدن برئاسة المهندس أحمد الميسري عضو اللجنة العامة لـ«المؤتمر الشعبي العام».
هادي يستقوي بالنظام الداخلي
بحسب مخرجات الإجتماع فقد منحت اللجنة الرئيس هادي صفة «القائم بأعمال رئيس المؤتمر الشعبي العام»، مدّعية أن «النظام الداخلي وآخر مؤتمر عام للمؤتمر مكّنه من هذه الصفة القيادية الأولى في المؤتمر وعلى الجميع القبول بذلك»، ووعدت مخرجات الاجتماع فروع «المؤتمر» في المحافظات الجنوبية «أنّ العام 2019م سيكون بداية عودة النشاط التنظيمي والسياسي والجماهيري والإعلامي لكل فروع المؤتمر في محافظات الجنوب ومديرياتها». كذلك حثت قواعد وقيادات «المؤتمر الوسطية» على التأكيد «أنّ المؤتمر لا يزال الرقم الصعب والمقبول في أوساط المجتمع لوسطيته، وقبوله بالآخر وقدرة قياداته على بناء الدولة لما يملكوه من خبرات في هذا المجال».
بن دغر يردّ على لجنة الميسري
وفي ذات اليوم، وفي الإطار المؤتمري الجنوبي جغرافياً، جاء رد رئيس حكومة «الشرعية» السابق، والقيادي المؤتمري، احمد عبيد بن دغر، على اجتماع لجنة احمد الميسري، مفعماً بحزمة رسائل سياسية متبادلة، لم تتوقف عند تجاهل الرئيس هادي والتأكيد الضمني على قرارات عزله تنظيمياً، وذلك بالتزام إطلاق صفة الأمين العام على عارف الزوكا، الذي حل في منصب هادي بموجب تلك القرارات.
وتحت عنوان «سنة من الشتات والفرقة تكفي»، دعا بن دغر في مناسبة 4 ديسمبر، للمضى «نحو مصالحة حزبية مؤتمرية، تضمد جراحنا وتساعدنا على تجاوز أزمتنا». ويرى بن دغر أنه ومن دون هذه المصالحة سيبقى الحديث عن موضوعات الخلاف سائداً في مناقشاتهم أكثر من موضوعات الوحدة، معتقداً أنّ «المصالحة المؤتمرية ربّما تكون بداية لمصالحة وطنية شاملة»، قال إن «الوطن سيحتاجها قريباً لمواجهة الحاضر والمستقبل».
وأضاف «مصالحة تجب ما قبلها مؤتمرياً، وتمنحنا تجربة يمكن البناء عليها وطنياً»، داعياً لأن تكون المناسبة «لحظة صحو ويقظة وعودة لساحات النضال تحت قيادة موحدة، لا تستثني أحداً في الخارج، ولا تتجاهل أحداً في الداخل».
وتابع «لتكن خطوة توحد صفوف المؤتمر وتتغلب على انقساماته، وتعيده لصدارة الموقف الوطني ضد الإنقلاب ومع الشرعية، وفصيلاً متقدماً من فصائل العمل الوطني، لاستعادة الحق المسلوب، والوطن المنهوب».
حشد جماهيري وحفل خطابي في الخوخة
وباتجاه الغرب، أحيت مدينة الخوخة بمحافظة الحديدة الذكرى الأولى لمقتل الرئيس صالح وامين عام «المؤتمر» عارف الزوكا، بحشد جماهيري وحفل خطابي بحضور العميد طارق محمد عبدالله صالح ومحافظ الحديدة المعين من حكومة هادي وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى واللجنة الدائمة لحزب «المؤتمر».
وصدر عن الفعالية بيان إعلامي طغى على مضامينه واقع المواجهات العسكرية في الساحل الغربي، مطالباً «المكونات السياسية الفاعلة في الساحة الوطنية إلى إدراك خطورة المرحلة وحجم التحديات التي تواجه بلادنا وشعبنا».
وحث البيان هذه القوى على تقديم «المصالح العليا للوطن ومصالح الشعب على جميع المصالح الأخرى، وتجاوز خلافات الماضي والتعامل مع التحديات الراهنة بمسؤولية وطنية والنظر إلى المستقبل برؤية جديدة»، وألقي عدد من الكلمات تحدثت عن أهمية توحيد المؤتمر ونبذ الخلافات بين قياداته.
قيادة موحدة
محافظتا مأرب والبيضاء شهدتا فعالية مماثلة بحضور عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى، وقيادات فروع «المؤتمر» وأعضاء اللجنة الدائمة والقيادات الوسطية ومشائخ وشخصيات اجتماعية.
وفي كلمة خلال الفعالية، بدى الأمين العام المساعد لحزب «المؤتمر»، ياسر العواضي، متمسكاً بشرعية قيادة «المؤتمر» في الداخل والخارج وبصيغة القيادة الموحدة، من غير المشمولين بقرارات الفصل في 3 ابريل 2016م؛ وهو نقل للحاضرين تحايا ما وصفها بـ«القيادة الموحدة للمؤتمر الشعبي العام، ممثلة بصادق امين ابو راس، والأمناء المساعدون سلطان البركاني، ويحيى الراعي، وابوبكر القربي، وفائقة السيد، وكافة أعضاء اللجنة العامة في الداخل والخارج».
وقال العواضي إن «المؤتمر» سيبقى «موحداً في الداخل والخارج حتى ولو أرغمت الظروف بعض القيادات السفر الى خارج الوطن»، ولفت إلى تواصل بين قيادات «المؤتمر» في الداخل والخارج للحفاظ على الحزب ومبادئه.
وشهدت محافظة شبوة فعالية خطابية بالمناسبة، ألقيت فيها كلمات مماثلة، كما ألقى نجل أمين عام «المؤتمر» عارف الزوكا، عوض عارف الزوكا كلمة مسجلة.
شخصيات مفصولة
يذكر أنّ اللجنة العامة لحزب «المؤتمر» أقرّت في 3 ابريل 2016م، فصل 5 من القيادات بينهم هادي وابن دغر، بسبب «تأييدهما للعدوان ومخالفة نصوص الميثاق الوطني وبرنامج العمل السياسي والنظام الداخلي، واللوائح المنظمة لعمل المؤتمر الشعبي العام»، وبعد قرابة شهر على مقتل صالح والزوكا، عقدت اللجنة العامة أول اجتماع لها في صنعاء، مؤكدة أن «المؤتمر الشعبي العام تنظيم سياسي مدني يسعى لتحقيق أهدافه بالحوار والديمقراطية والطرق السلمية، ويعمل وفقاً لدستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة، وليس لديه أي ميلشيات او أجنحة عسكرية».
المصدر: العربي
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل< /span>”، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.